بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
الخطاب هو المحاورة والمحادثة بين طرفين ، ونسبته للدين يقصد فيها الخطاب الذي يعتمد على مرجعية دينية في مخاطبته وأحكامه وبياناته، وإنني أقصد بالخطاب الديني ما يطرحه العلماء والدعاة والمنتمون إلى المؤسسات الإسلامية في بيان الإسلام والشريعة، سواء كان ذلك من خلال الخطب أو المحاضرات أو التأليف أو البرامج الإعلامية الأخرى، وقد يدخل في ذلك المناهج الدراسية الدينية في المدارس والجامعات الشرعية، بل يمكن أن يوسع مفهوم الخطاب الديني ليشمل النشاط الإسلامي والنشاط الدعوي وعمل الجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بشكل عام الفقهي منها والعلمي والدعوي والتربوي
الجماعات المتطرفة التي نشأت في المجتمع، ونَمَتْ وترعرعت،فى ارض خصبه ووجدت نماذج بشرية اقل ما يقال عنها بانها مريضة, قد استدعت نماذج تاريخية من عصور غابرة لتعيش بها في العصر الحديث، وتسعى لفرض هذه النماذج على مجتمعاتها باعتبار أن هذه النماذج هي الدين الإسلامي، وما عداها يعد كفرًا وجاهلية وزندقة.الإسلام لم يأت ليقف بالبشرية عند القرن الأول فكرًا وسلوكًا، وإنما جاء لكل العصور، حتى قيام الساعة، وعلى الخطاب الديني أن يسعى للبحث في الدين الإسلامي ليجد فيه بذور الإسلام التي تصلح لهذا العصر، فيجري بذرها حتى تنبت، وتنموا، وتترعرع، وتؤتي ثمارها
,,حتى محاولات بعض المفكرين المحسوبين على الفكر الإسلامي، كانت محاولات بائسة، لأنها قد أخذت منتجات الفكر الغربي، بدعوى أنها بضاعتنا التي ردت إلينا، وصبها في قوالب إسلامية، ويجهد نفسه في الاستدلال على صحة ما ذهب إليه، فظهرت كتابات مثل الاقتصاد الإسلامي، وعلم النفس الإسلامي، والمحاسبة الإسلامية.،أما كيف يتم تجديد هذا الخطاب الديني؟ صح عن النبي صلى اللـه عليه وسلم أنه قال: (إن اللـه يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها) أخرجه أبو داود والحاكم وصححه، فذكر النبي صلى اللـه عليه وسلم تجديد الدين نفسه، والخطاب الديني جزء من هذا الدين وتجديده, والذين يقومون بعمل هذا التجديد جاؤوا بلفظ (مَن) فهو عام يشمل الفرد والجماعة، وفي ظل توسع الأمة واتساع رقعتها والانفتاح العالمي وتضخم الخلل الموجود في واقعها، فإن هذا الواقع يفرض أن هذا العمل التجديدي ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها، وتؤدي أدوارًا مختلفة وتخصصات علمية متباينة , الخطاب الديني، يتمثل في البعد عن نشر الآراء الشاذة التي نقلتها كتب التراث في بعض الأحيان، والمتسمة بالغلو في فهم النصوص، والبعد عن مقاصد الشريعة، وهي على قلتها -بل وندرتها- يولع البعض بالتقاطها ويجعلونها هي الأساس في بيان الأحكام، وهو ما يؤدي لوجود جيل من الشباب يرى في هذه الآراء طريق السلوك السليم، وهنا تقع الكارثه